* * * * * * * *
أتطرب خبالاً وأمتك منكوبة مكلومة ؟!
بئس المشاعر يا من تزعم رقة المشاعر !
وهل للهو خلقت ؟!
وهل ستترك عبثاُ دون سؤال ؟!
يا مغرور .. ستسأل عن مثاقيل الذر .
في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها
* * * * * * * *
ولمن يا ترى صوّت ؟
أو لمن تعاطفت ؟
لمن حمل على عاتقه هم الفساد وتضليل العباد
ينهق بكبير الإثم ويزعم أنه صانع للأمجاد
أم للنصارى الذين يقولون أن لله ولد
وينسبون له قبيح الصفات
تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً .
قال بعض السلف رحمهم الله:
لا تزهد في الحق لقلة السالكين، ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين.
وصدق الله إذ يقول (( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ))
علك تراجع نفسك وتتأمل إلى أي الطريق تسير
فإن النَفس معدود والعمر محدود
وإن وراءك يوم ذو أهوال وعقبات
فاستثمر الأيام واللحظات
قبل السكرات والزفرات
فحينها لا ينفعك إلا ماقدمت من حسنات .
--------------------------------------------------------------------------------
اليهود يباركون سوبرستار
لقد إمتدحت وزارة الثقافة اليهودية في إسرائيل البرنامج (سوبر ستار العرب ) الذي أشرفت عليه شركة أمريكية يهومسيحية ومولته وستقوم بإصدار الألبوم للمغنية الرابحة (ديانا كرزون ) في تاريخ السابع والعشرين من سبتمبر لعام 2003 , وهذه بعض الأسطر التي إقتطفتها من المواقع العبرية
* في رأيي أنه برنامج جيد يحفزنا على إمكانية العيش مع العرب
الوزير جلعاد شالوم , من صحيفة هآرتس بتاريخ 21\8\2003 "
* إن الواقع يقول أن العرب أو المسلمين الذين يؤمنون بعقيدة محو إسرائيل من الخريطة أصبحوا قلائل جدا , وإن برنامج سوبر ستار أعطانا الأمل لوجود جيل عربي مسلم متسامح للعيش مع دولة إسرائيل اليهودية
الصحفي دايفيد سليفان , من صحيفة جيروزالم بوست بتاريخ 22\8\2003
* لقد أثبت برنامج سوبر ستار العرب أشياء كثيرة وأهمها أن عدونا ليس المسلمين لكن عدونا هو الإسلام وتعاليمه
"دوري غولد المستشار السياسي لرئيس الوزراء شارون ونائب رئيس الأركان لجيش الدفاع الإسرائيلي , نقلا من صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بتاريخ 22\8\2003
--------------------------------------------------------------------------------
شعوب سوبر ستار
عبد الباري عطوان / القدس العربي
نعترف أننا ارتكبنا خطيئة كبري عندما نعينا في افتتاحية سابقة الرأي العام العربي، ووصفناه بالموات.
فالمظاهرات والمهرجانات التي جرت وتجري حاليا في الأردن ولبنان وسورية في إطار حمي اسمها "سوبر ستار" تؤكد أن الشارع العربي يتحرك فعلا، ولكن في الاتجاه الأمريكي الصحيح!
محطة المستقبل الفضائية اللبنانية التي نقلت إلينا هذه التقليعة الجديدة، في حال بث مستمر لتشجيع الناس علي التصويت للاختيار بين الأردنية "ديانا كرازون" والسورية "رويدا عطية".
التلفزيون الرسمي السوري ألغي معظم برامجه الخفيف منها والثقيل، وأقام مهرجانات في الحدائق العامة، وفي مختلف المدن والمحافظات، ونصب شاشات عملاقة لحشد التأييد والمساندة لرمز سورية الوطني رويدا عطية، التي ستحرر الجولان وفلسطين وربما العراق بعد فوزها!
في الأردن نسي الناس أزمات المياه وانقطاع الكهرباء، والبطالة المتفاقمة، والفقر المدقع، وباتوا في حال استنفار لدعم القضية الوطنية الأولي، أي التصويت للاختيار للآنسة ديانا، حتى ترفع رأس الأردن والأمة العربية في المعركة المصيرية ضد السورية رويدا، وربما تقود الأردنيين لتحرير القدس والأقصى مستقبلا!
لبنان وضع مزارع شبعا جانبا، فالوقت ليس وقت مقاومة وتحرير، هناك ما هو أهم، فالصحف منشغلة بالمرشح اللبناني "ملحم زين" الذي خرج من المسابقة ضحية مؤامرة إمبريالية كبري تستهدف لبنان وأرضه وأرزه وتاريخه الحضاري، حتى إن الخبر الرئيس في نشرة أخبار تلفزيون المستقبل ذلك اليوم كان استقبال الرئيس اللبناني إميل لحود للمرشح المهزوم ملحم زين، وعلى قدم المساواة مع الوزير الفلسطيني نبيل شعث.
نأسف أن نقول، وبألم شديد: إننا نعيش علامات الساعة. وأن أمتنا التي طالما ننشد لها، ونسطر القصائد في التغني بأمجادها، وعظمتها، هي أمة وصلت إلى أدنى درجات التفاهة، ولهذا تنهال عليها الهزائم والنكبات من كل حدب وصوب.
بغداد تحت الاحتلال، وقوات الاحتلال الأمريكي تعربد وتقتل وتنتهك حرمات وطن وشعب، وانتفاضة في الأرض المحتلة تذبح، وأغلى المقدسات يتعرض للتدنيس في القدس المحتلة، ولا أحد يتحرك أو يحرك ساكنا، ولكن قضية ديانا، وملحم ورويدا تحرك الملايين، وتدفعهم إلي الشوارع متظاهرين لأبطال العرب الجدد ومصدر فخرهم وعزتهم.
التلفزيونات الرسمية العربية لم تهتم الاهتمام نفسه بغزو العراق، ولم تحرض الجماهير للتظاهر ضـد العدوان، ولم تنصب الشاشات الضخمة والعمـــــلاقة في الساحات العامة لحشد التأييد للانتفاضة والتضامن مع شهدائها، ولكنها تفعل ذلك من أجل صوت ديانا الذهبي، وأحبال رويدا الصوتية البلاتينية.
قوات الأمن في الأردن وسورية ولبنان لم تطلق كلابها البوليسية لنهش لحوم المتظاهرين، ولم تستخدم الهراوات الغليظة لشج رؤوسهم، فهذه هي المظاهرات النموذجية التي تتمناها في هذه المرحلة، وكل المراحل القادمة، وهذه هي القضايا المصيرية التي يجب أن ينشغل بها الرأي العام.
فالتنافس بين الأردن وسورية ولبنان أو أي من البلدان الأخرى، لا يجب أن يكون في قضايا متخلفة مثل تحرير العراق أو فلسطـين، أو في كيفية إطلاق الحريات العامة وحماية حقوق الإنسان، وتكريس القضاء المستقل،.. التنافس يجب أن يكون في الغنـــــاء والطرب والرقص،.. التصويت يجب أن لا يكون لانتخاب برلمان حر للشورى، فهذا مضيعة وقت، وإهدار للمال والجهد. التصويت الصحيح والحضاري هو لاختيار من يحرك وسط الجماهير رقصا، ورؤوسها طربا، بصوته العذب، وحنجرته الأصيلة!
الحناجر القوية التي تهتف بسقوط الاستعمار، وتطالب بالتحرير، وتتبني المطالب الشعبية في الاستقلال الحقيقي، هذه حناجر أصواتها نشاز، وأحبالها الصوتية مزعجة يجب أن تقطع من جذورها. فمن العار أصلا أن تكون موجودة في زمن ديانا ورويدا وملحم السعيد.
إنه نجاح كبير ومذهل لكل جهود التسخيف والتسطيح التي مارستها الأنظمة العربية وإعلامها للمواطن العربي، والذوق العام. ولا بد أن الإدارة الأمريكية مسرورة بهذا الإنجاز وتعكف حاليا علي إعداد برقيات التهنئة للمسؤولين عنه.
أمريكا لم تعد بحاجة إلي إقامة إذاعات أو محطات تلفزيونية لغسل دماغ المواطن العربي، من خلال الموسيقي الشعبية والمسلسلات المكسيكية، والأفلام الخليعة، فقد كفتها التلفزيونات العربية هذه المهمة الصعبة التي خصصت لها عشرات الملايين من الدولارات، وجيوشا من الخبراء في علم الاجتماع والنفس والإعلام. وهاهي تحقق لها أهدافها مجانا ودون مقابل.
إن ما يجري هو احد أبرز عناوين الانحدار والتفاهة، والتخدير الفكري والاجتماعي والسياسي والوطني.
نعترف مرة أخري أننا ننتمي إلي فكر منقرض، والي أمة غير الأمة التي نعرفها، فمن كان يصدق أن نشاهد رجال دين يتدخلون لمنع التظاهر ضد الاحتلال في العراق، وحكومات عربية تعترف بمجلس حكم نصبه الأجنبي الغازي، ورئيس وزراء فلسطيني ينفي وجود أي عداء بين العرب واليهود، وزعماء عرب يطالبون شعوبهم بالتصويت لمطرب أو مطربة في برنامج تلفزيوني غرائزي، ثم يتصلون للتهنئة بالفائز!
إنها فعلا علامات الساعة، والبقاء لله.
--------------------------------------------------------------------------------